بطل قصتنا انهاردة حسين ، الشخص ده كان فعلا مشكلجى وكان بعيد كامل البعد عن أسرته وصحابة وكانت كل حياته كمبيوتر ونت .. يعنى من الأخر كان شخص ” انطوائى جدا ” ومكنش أجتماعى
مبيحبش الصوت العالى والدوشة والحفلات والشارع ودايما بيحب الهدوء ويحب يبعد عن الناس عشان يعرف يدخل النت براحته ويكلم فى اصدقائه اللى على النت سواء كان ولاد أو بنات
الشخص ده دايما رجلة بتحركة وتوديه لمناطق غريبة جدا ، مرة يلاقى نفسة بيقعد فى الاراضى الزراعية ومرة تانية يلاقى نفسة بيقعد فوق سطح عمارة ناس ميعرفهاش ومرة تالتة يلاقى نفسه بيقعد فى الترب وأماكن كتير جدا متعددة ، بس حسين حكايته حكاية وبالذات من بعد ما حب القعاد فى الترب لدرجة ان وصلت بيه الحالة بعد مرور الوقت انه يجيب الاكل بتاعة من بيته والعصير وبطارية اضافية للموبايل أو الاب توب عشان يعرف يقعد براحتة ومحدش يقولة انت بتعمل ايه !
وكان دايما يروح بعد الفجر كل يوم من الترب على كشاف الموبايل بتاعة وبيتكلم مع أى حد يونسة لحد ما يوصل للبيت ، وفى وقت ما حس بأرهاق شديد وصداع اول مرة يحس بيه ونام مكان ماهو قاعد ،، وجاله حد ميعرفهوش وبيصحيه بيقولة اصحى المكان ده بالذات مينفعش تنام فيه انت ولا قد اللى ساكنين فيه ولا قد ” النداهة ” قاله يعنى اعمل ايه ؟ قاله يعنى تروح ومتجيش هنا تانى ولو ليك حبيب او قريب مدفون هنا متجيش تبص عليه الا كل اسبوع مره لكن بالشكل ده انت بتأذى نفسك ، وفى كلاً الحالات حسين كان مرهق وعايز ينام فـ سمع كلام الـشخص اللى كان بيكلمه وروح بيته ونام
لكن تانى يوم اول ما صحى نسى تماما اللى حصله امبارح ولبس هدومة وحضر الاكل والشرب والموبايل والاب توب وهينزل عشان يكرر مسيرة كل يوم فـ وهو نازل ، والده بيقولة يابنى اللى بتعمله ده مش صح انت ليك بيتك واوضتك اقعد زى ما انت عاوز محدش هيقولك لأ لكن التربة والاماكن المقطوعة دى بيكون منتشر فيها النداهة والجن والارواح بتحوم حواليك وانت لا شايفهم ولا حاسس بيهم خاف على نفسك يا حسين ، فـأستغرب حسين من كلام والده وكالعادة الرد كان معروف هو انت فاكرنى صغير انا عارف كل صغيرة وكل كبيرة عن الترب والنداهة والجن والعفاريت والشياطين والارواح وطالما انا فى حالى وهما فى حالهم محدش فيهم لا هيأذيني ولا انا هأذى حد ، والده مستعجب من الرد ايه دخل الصغر والكبر فى الموضوع ده الموضوع ده مش بالسن يا أبنى ده انت حتى الصلاة مبتركعهاش وفرض ربنا اللى واجب عليك بتصلية بالعافية يعنى لا محصن نفسك ولا انت قدهم وبعدين ارحم نفسك من النت شوية خايف عليك تتجنن او يحصلك حاجه وانت الولد الوحيد
تجاهل حسين تماماً كلام والده وده بجانب انه نسى الكلام اللى تم ما بينه وبين الشخص اللى قابله امبارح فى التربه وقاله متدخلهاش تانى وانا “حذرتك” ..
حسين نزل راح يقعد فى نفس المكان اللى بيقعد فيه كل مره ووقف مره واحدة واستغرب وعقله اتشل من التفكير وايه ده وازاى وايه اللى انا شايفة ده .. ؟ حسين شايف واحد قاعد مكانه بيعمل نفس اللى هو بيعمله ولما دقق في ملامحه شاف ان نفس الشخص اللى قاعد هو برضوا بس مع فرق بسيط
ان اللى قاعد ده مش حسين ، اللى قاعد ده جن متسخر فى شكل وصورة حسين وغرضة انه يبعده عن المكان وحسين واقف عقله مشلول وعمال يغمض عينه ويفتحها انا بحلم ولا اللى شايفة ده بجد؟ لدرجة ان حسين فضل يترقب الوضع من بعيد لبعيد يشوف ايه اللى هيحصل .. لحد ما سمع ان جاتله مكالمه على برنامج Skype . فـ عايز يشوف الشخص اللى قاعد مكانه هيتصرف ازاى ؟
شاف الشخص بيتصرف طبيعى جدا وبيرد وبيتكلم بنفس نبرة صوت حسين ولكن هل فعلا بيكلم حد على صداقة مع حسين ولا هو اللى متعمد يعمل كده ؟ حسين فضل يسأل نفسه مليون سؤال ولكن معندهوش اى جواب والمصيبة الاكبر انه عاوز يفضل فى نفس المكان ميتحركش لانه عايز يثبت لنفسة انه شجاع .. بالرغم ان اللى بيعمله ده لا يثبت الشجاعة اطلاقاً
موبايل حسين رن وهو فى جيبه وعمل صوت عالى .. حسين أتخض من الصوت واتخض ان الشخص اللى يشبهه تماماً يسمع ويروحلة ، بس اللى توقعه حسين فعلا حصل موبايلة رن بصوت عالى ومن توتره الموبايل وقع معرفش يقفلة وفضل يعمل صوت جرس لفترة طويلة جداً .. ولما قرب علية الشخص اللى يشبهه حسين فضل يقرب جدا لحد ما وصل عند حسين ومبصش في عين حسين كل اللى عمله جاب الموبايل من على الارض ورد هو بنفس نبرة وصوت حسين لكن المرة دى حسين اكتشف ان الرد مكنش باللغة العربية ، اللغة اللى بيتكلم بيها دى انا اول مره اسمعها ولا عربى ولا انجليزى ولا حتى صيني اللغة دى انا بسمعها فى تحضير الارواح ، حسين حب يدقق فى الملامح عن قرب ” فجأة ” الوش التانى الحقيقى ظهر لحسين .. عين لونها بيضاء ، جلد امرأة عجوز ، وجه مليئ بالشعر ، رائحة غريبة !
حسين خد الموبايل بتاعه وجرى على البيت حتى وقع منه الاب توب هناك فى التربه وخاف يرجع يجيبه ، وهو راجع على البيت شاف قدامه متاهة ” هو انا برجع من هنا ولا من هنا ” ؟ هى الطرق كلها بقت شبه بعضها ليه .. حسين اكتشف انه بيمشى فى نفس المكان وكل ما يروح فى حته يلاقى نفسه رجع مكان ما كان واقف وبجانبة ” الجن ” اللى اتسخرت فى صورتة وشكله ، قلب حسين بينبض جامد جدا وطالما بيرجع لنفس المكان اللى بيرجع فيه مسك الشنطة بتاعة الاب توب اللى كان ناسيها وسايبها لكن وهو بيمسك الشنطة شاف على الشنطة دم ” قال يولع الاب توب ” مش عايزة و سابه ومشي
بس برضوا حسين كل ما يمشى يلاقي نفسه بيرجع ، حس نفسه اتحبس وفيه حاجة كبيرة جدا مقيداة ومسكاه وهو عارف ايه هى الحاجة كويس اوى ووقتها تذكر كلام والده لكن هيتصل بوالده ولا هيعمل ايه ؟ فكر فى فكرة كويسة وهو انه يشغل قرآن على الموبايل بالنت اللى معاة .. وفعلا ابتدى فى البحث على المواقع الصوتية ووجد العديد من السور والأيات القرآنية وابتدى يتحرك ويبعد عن المكان وبالفعل ابتعد عن المكان ده تماماً وروح بيته ومحبش يحكى لأهلة اى حاجه من اللى سمعها او شافها او حصلتله
روح البيت وارتاح ونام وقال لنفسه انا لازم انسى اللى حصل تماماً ، ومن خوفه ومن اللى شافه خاف ينام لواحدة فـ أتصل باحدى اصدقاءة على الانترنت وقالهم انا حصلى 1 ، 2 ، 3 والناس افتكرته مجنون وفضلت تضحك عليه وكل ما يحكى لحد الناس تضحك عليه لحد ما قاوم الارهاق والتعب وقام من على السرير ونزل الشارع ودخل الجامع وانتظر اذان الفجر .. وبعد اذان الفجر صلى واتكلم بعد الصلاه مع شيخ الجامع .. قاله انا حصلى فى التربه انى شوفت نفسى قاعد وعلى شنطتى دم وشوفت مواصفات غريبة وسمعت صوت مفهمتش منه حاجه ، الشيخ قاله انت متعرفش مدى الضرر اللى ممكن يحصل ليك من دخولك للتربه كل يوم بليل وخروجك منها قبل او بعد الفجر الصبح ؟ انت مسمعتش عن الارواح والنداهة وان الاماكن دى مش لأى حد وحتى لو مسمعتش انا اول مرة اشوفك هنا فى المسجد يعنى على ما اعتقد علاقتك بالصلاة وقراية القرآن يمكن شبه معدومة
حسين : فعلا انا مبصليش بس دى عادة شباب كتيرة جدا يعنى لا اول ولا اخر واحد مبيصليش
الشيخ : ما لو كل واحد فكر ورد زيك يبقى الدنيا خربت ، ده انتم عمود المستقبل ونورنا اللى جاى فى السنين اللى جاية حاول تعمل حاجه حلوة لأخرتك
حسين : انا مش جايلك هنا عشان تخلينى اتوب وتتكلم كلام ابويا ليا ،، انا عايز اعرف هل انا حصلى حاجه هل انا اتمسيت من الجن ، هل انا مينفعش اروح هناك تانى ؟
الشيخ : والله يا ابنى انا كل اللى اقدر اقولة ليك ان فى يوم من الايام انا شوفتك هناك فى التربه نايم صحيتك وقولتلك متجيش هنا تانى وحذرتك وانت مسمعتش كلامى وعلى فكره انت مكنتش نايم من الارهاق او التعب انت كنت نايم بتعمد وترتيب كبير من الجن اللى اتسخرلك فى صورتك اللى انت شوفته لانه عاوز يأذيك عشان انت بتروح تقعد فى مكانه وبتزعجة وبتعمل حاجات تخليه فعلا يمسك
حسين : انا مش فاكر حاجه من اللى انت قولتهالى دى
الشيخ : ده طبيعى وربنا يمكن بعتنى ليك وقتها عشان انقذك واقولك امشى ومتجيش تانى وعشان كده انا صورتك وقولت اوريك شكلك وانت نايم هناك اهو شوف بنفسك
حسين : ايوة فعلا ده انا بس انا مش فاكر اليوم ده خالص انا بروح التربه دى بقالى اكتر من شهرين كل يوم متواصل لدرجة انى بقيت ناسى انا كلت ايه امبارح
الشيخ : برضوا ده شئ طبيعى بس اللى مش طبيعى حبك الزيادة اوى للتربة ممكن تشرحلى فى ايه بمنتهى الصدق والامانة فى التربة اللى انت بتروحلها كل يوم ؟
حسين : بصراحة عشان احنا فى المسجد وانا مقدرش اكذب انا الانسانه اللى حبيتها من كل قلبى متوفية فى التربة دى وانا دخلت النت وادمنته عشان انساها
الشيخ : تنساها تروح تقعد عن تربتها ؟ انت متعرفش ان التربه ليها عيون
حسين : انا لما دخلت النت صورت التربه للناس اللى عرفتهم وكتبت عن قصة حبى للناس كلها مع الاثبات .. أنى الشخص اللى حب انسانه من كل قلبه ووعدها انه عمره ما هيحب ولا هيتجوز عليها ولا بعدها وهى وعدته نفس الوعد وبعدين جه قدر ربنا وماتت اقل حاجه اقدر اقدمهالها انى اونسها فى تربتها
الشيخ : ممكن توصفلى تانى المواصفات اللى انت شوفتها فى الشخص اللى كان متشخص في شكلك لما ظهر على هيئته الحقيقية وصوتة كان قريب من مين من الناس اللى تعرفهم؟
حسين : المواصفات رائحة غريبة ، وجه مكثف بالشعر ، عين بيضاء ، وجلد امرأة عجوز والصوت مش فاكرة كويس
الشيخ : انا شاكك ان دى روح الانسانة اللى انت كنت بتحبها واللى بتروح تقعد عند تربتها كل يوم
حسين : حضرتك قولت اللى بحبها واللى انا شوفتها دى كانت عايزه تأذيني ، هى هتأذيني ليه ؟
الشيخ : عشان اللى بتعمله ده غلط ، انك تروح تقعد فى الترب هل انت متخيل ان الترب معمولة ليها هى لوحدها ؟ مش مدفون غيرها وبعدين ده بجانب انها اكيد مش راضية عن حالتك اللى انت فيها نت نت نت نت نت نت نت ،، مفيش صلاة ، مفيش شغل ، مفيش اهتمام بحياتك واهلك ده اقل شئ هى تعمله انها تأذيك
حسين : طب انا اعرف انها هى ولا مش هى ازاى ؟
الشيخ : مقدامكش حل غير انك تفرحها لو انت بتحبها بجد ولو هى فرحت انت هتعرف ان اللى كان بيطاردك هي ، ولو حصل اللى حصل تانى مجدداً يبقى جن آخر متسلط عليك بالأسم
حسين : لا لا لا لا ربنا يستر ، طب انا هحاول افرحها فعلا
حسين ابتدى فعلا في انه يغير من نفسه عشان كان بيحب من كل قلبه ، كفاية انه مخلص للأنسانة اللى هو حبها حتى بعد موتها !
ابتدى يلتزم فى صلاته ، أبتدى ينزل شغل ، أبتدى يحسن من علاقاته مع صحابه واهله وجيرانة و ابتدى يقلل من دخولة النت وبيدخل على فترات وبعد مرور 3 شهور ..
حسين راح لـ التربة فى نفس الوقت من غير الاب توب وواخد الموبايل من غير نت .. وقعد فى نفس المكان قدام التربة بتاعتها
وفضل قاعد ربع ساعه ، ساعه ، ساعتين !
وبعد ساعتين ونص من الوقت .. لقى على الشجرة اللى جنبه شكل شخص آخر متجسد وباصص على الارض وبيبكي .. بالرغم انه كان قاعد فى المكان الطويل العريض ده كله لوحدة
مخافش لأن ايمانه بالله اصبح قوى جدا ،، واتقرب من الشجرة التانية وراح بص لقاها بنت جميلة جدا ولابسة ابيض فى ابيض ولما بصت ليه … لقاها حبيبتة اللى حبها عمرة كله بتقولة انا لسة بحبك عيش حياتك واتجوز وانا هكون فى تربتى مرتاحة وسعيدة
حسين : مستحيل ده يحصل لو على جثتى انا لسه بحبك وهفضل اعيش حياتى كلها على حبى بيكي وسبينى انا كده مرتاح
3 comments