” الحـب والـقهـوة الـمالحـة “
“ بـــســم الله الـرحــمــن الــرحــيـــم “
” إسلام ” ده بطل قصتنا النهارده
إسلام ولد طيب جداً وجدع جداً وكان بيدرس في الجامعة
تخصص هندسه , وزي عادته صحي من النوم بدري وقعد يمشي زي ما هو متعود
وراح على الجامعة بتاعتة , بس المره دي كانت غير خالص
لآنة شاف وحده جميلة جداً , سحرته بجمالها وعلمت معاه مع إنة ميعرفهاش
بقا كل يوم يصحى بدري ويروح الجامعة يدور عليها , لحد ما لاقاها
وعرف إنها طالبة معاه في الكلية , بقا يراقبها ويشوف تحركاتها
وحس إنها بنت مؤدبه وطيبة وخلوقة , خصوصاً في لبسها وفي تعاملها مع الناس
وفي وشها البشوش ديماً , وضحكتها الجميلة اللي بتحسسك بالسلام والأمان
مع الأيام حبها وإتعلق بيها , بس هو كان خايف يصارحها
خصوصاً إنة من النوع اللي بيكسف اوي , خصوصاً مـع الجنس اللطيف
وكمان كان خايف إنها ترفضة لآنه شاب عادي وعلى قده ومش ملفت للإنتباه اوي
مرت الايام وهو ماشي شافها , وبتلقائية وبدون ما يحسب أي حساب
راح قالها أنا بحبك وعايز أتجوزك , طبعاً هيا إستغربت وفكرته ” مجنون “
بس هو حلف لها إنة مش مجنون وعايز يجي لباباها ويتقدم لها
وفعلا , راح وإتقدم ووافقوا أهلها على الخطوبة
طبعاً بدأت مقابلاتهم عشان يتعرفوا على بعض أكثر
أول لقاء بينهم كان في كافيه , بس هو كان منحرج جداً
ومرتبك ومش عارف يعمل إية , هيا كانت شايفة ده بس إكتفت بإبتسامة
حلوة رقيقه على شفايفها ومش رضيت تسأله عشان مش تجرحه أكثر من كده
إسلام كان بينادي على الجرسون عشان يطلب سكر زياده
إسلام ” لو سمحت معلش ممكن مـلح عشان القهوة .؟؟ “
بصت له بإبتسامتها المعتاده ونظرة إستغراب على وشها
هو طبعاً وشه إحمر من الكسوف اللي هو فيه معرفش يقول إية
سألته ” نهلة ” : عمري ما سمعت بقهوة بالملح ؟!
إسلام : امم هو أنا بحبها كده عشان لما كنت صغير كنت بعيش على البحر
أنا و والدي و والدتي بس هما إتوفوا وأنا من ساعتها بشرب القهوه بالملح
عشان أرجع ذكريات طفولتي معاهم .
صح مكنش كلامه بالضبط صح بس فيه نوع من الصحة لانه بجد كان عايش
على البحر هو والده ووالدته وهو كان بيحبهم ومفتقدهم جداً
طبعاً نهلة تأثرت أوي بطيبة قلبة وببره لوالديه حتى بعد ما اتوفوا
وشكرت ربنا إنة رزقها بواحد بإخلاقه وطيبته اللي كانت ديماً بتدعي في صلاتها
إنة يرزقها بالإنسان اللي يحافظ عليها ويكون يخاف ربنا فيها وفي نفسه وفي ولادهم
وقد إية كانت بتدعي إنها مش تكمل حياتها مع واحد قاسي ويعيشها بهم طول العمر
حقق ربنا أمنيتها , إكتشفت بعد ما ربنا تمم عليهم وإتجوزوا
إنة شخص ذكي ومثقف وواعي وحنون وحريص وبيحبها اوي
وكانت بتعشقه وكل ما تيجي تعمله قهوه لآزم تحط فيها ملح لآنه بيحبها كده ” زي ما هي مفكره “
بعد أربعين سنة , اتوفى إسلام وحزنت نهلة علية اوي لآنه كان حبيبها وجوزها
اللي طلعت من الدنيا بيه , وصعب بين يوم وليلة تفقده كده ومش تشوفه تاني
اتوفى وساب وراهـ أربع شبان زي الورد وبنتين منبع الجمال والرقه
إثنين منهم بقوا دكاتره شاطرين اوي
وواحد كان ضابط شرطه قد الدنيا
والرابع كان محامي بيدافع عن الحق وينكر الظلم زي ما علمه باباه
والخامسة كانت دكتوره نساء وتوليد
والسادسة كانت لسه بتكمل مشاورها في الدراسه
بس قبل ما يتوفى إسلام كان ساب رساله لزوجته اللي بيحبها اوي
شافتها نهلة وبدأت تقرأ إية مكتوب فيها
إسلام : ” حبيبتي ومراتي وأحلى ما في حياتي
أنا عارف إني بكتبلك الرساله دي ومش فاضل في عمري بقيه
أنا عايز أعترفلك بـإعتراف , أنا عمري ما كذبت عليكِ غير كذبه وحده
وأتمنى تسامحيني عليها , القهوه المالحة كانت كذبه
دي كانت أول وأخر كذبه في حياتي عليكِ , كنت ديماً بحاول أعترفلك
بس كنت بخاف إنك تفتكري إني إنسان لعوب وكذاب , فقررت إني أستمر في الكذبة دي
وكنت بشرب القهوه المالحة , رغم إنها مالحة كنت بحبها لآنها كانت منك
من إيدينك الحلوين اللي كلها رقة وحنان عشان إنتِ بأخلاقك
خليتي حياتي كلها سعاده وربيتي أولادي باحسن تربيه , أتمنى ربنا يجمعنا في حياة ثانيه
اللي هيا احسن وأجمل من الدنيا دي , يجمعنا مع بعض في جناته ونعيمه “
نزلت دموعها وبقت بتعيط زي الأطفال
وفي يوم من الأيام سألها إبنها : أمي هو إية طعم القهوة المالحة .؟؟
قالت : هيا على قلبي أحلى من السكر , هيا ذكرى عمري اللي مضى .
قالتها وعيونها في لعمة دموع من شوقها وحنينها لحبيها وجوزها الغالي عليها .
جااااااااااااااااااااااامده تسلم ايدك بجد